فضاء حر

وزارة الكهرباء اليمنية تستحق دخول موسوعة “غينيس” مرتين

يمنات
(7,241,091) فقط سبعة مليون ومائتين وواحد وأربعون ألف وواحد وتسعون ريال هي قيمة فاتورة كهرباء الشيخ ناجي الشايف عن شهر أكتوبر الماضي مع المتأخرات!
حتى مفاعل “بوشهر” قد لا يستهلك هذا القدر من الكهرباء! ولو كان لدى الشايف في “الحَصَبَة” مفاعل أكبر من المفاعل النووي الإيراني يدعى “بوشيخ” مثلاً، لما استهلك كل هذا. لكنْ، دعكم مما يستهلكه الشايف من كهرباء ومما ينتجه بالمقابل، وانظروا الى رسالة مؤسسة الكهرباء الموجهة إليه!
إنها رسالة تاريخية لو تقدمت بها وزارة الكهرباء الى موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية، لدخلتها كأول وزارة في التاريخ تتوسّل أحد المستهلكين المشتركين لديها تسديد فاتورته برسالة رسمية كهذه! إنها “تشحت”، تشحت مستحقاتها!
بعد قراءة الرسالة، رفعت نظري الى أعلى وقرأت “وزارة الكهرباء والطاقة” هكذا: “وزارة الكهرباء واللطافة”! يا إلهي، ما كل هذا اللطف والرقة في مخاطبة الشيخ الشايف؟!
“الأخ المناضل الشيخ ناجي عبدالعزيز الشايف.. حفظكم الله”! قد يكون الرجل مناضلاً في أمور كثيرة، لكن كلمة “مناضل” في هذه الرسالة توحي لك أنه “مناضل في عدم تسديد فواتير الكهرباء”.
لا بأس، مش مشكلة.. لنتابع فقط: “تهديكم المؤسسة العامة للكهرباء أطيب تحياتها”. تهديه “أطيب تحياتها” وهي تطلب منه أكثر من سبعة مليون ريال قيمة كهرباء! أما أنت وأنا وكل مواطن آخر، فحين يتجاوز سقف استهلاكنا للكهرباء 10 ألف ريال بالكثير، ماذا تهدينا وزارة الكهرباء؟ تهدينا “مقصّ”، “أطيب مقصّ”! ولا تقول لنا: “نرجو التكرم بتسديد المديونية” ولا “وتقبلوا خالص التقدير والاحترام”، بل ترسل لنا “أخلص سُلَّم وأحرّ مقص” بدون رسالة ولا يحزنون!
مارس 2013، أقدم وزير الكهرباء السابق صالح سميع على خطوة غير مسبوقة أيضاً في تاريخ وزارات ومؤسسات الكهرباء في العالم: نشر “إعلان شكر” في الصحف لحمير الأحمر لأنه سدد فواتير الكهرباء المتراكمة عليه وعلى والده. أهدته الوزارة “بالغ وعميق شكرها وتقديرها” لأنه سدّد! وتمنت من جميع مشايخ وأعيان اليمن أن يحذو حذوه! وكان المقصود بشكل رئيسي بهذه “الأمنية الوزارية” كما يبدو هو الشيخ الشايف الذي ترافق نشر “إعلان الشكر الوزاري” لحمير مع أخبار تحدثت عن رفضه تسديد الفواتير المتراكمة عليه. ويبدو أنه لم يسدِّد لليوم!

تبدو هذه الرسالة متصلة بإعلان الشكر ذاك الذي بدا يومها أن بين أهداف نشره رغبة وزارة سميع إثارة “غيرة” الشايف من “الأحمر” كي يسدد ويحصل على إعلان شكر بالمقابل، لكنه كما يبدو لم يفعل. وعموماً، فقد كان إعلان الشكر ذاك إعلاناً تاريخياً وغير مسبوق أيضاً، في الصحافة اليمنية وربما صحافة العالم كله. وكهذه الرسالة، كان كفيلاً بإدخال وزارة الكهرباء اليمنية موسوعة “غينيس” كأول وزارة كهرباء في العالم تنشر في الصحف شكراً لأحد المستهلكين لتسديده الفاتورة المستحقة عليه.
بعد إعلان الشكر ذاك، بدا أننا أمام تقسيم جديد لمشايخ اليمن: مشايخ مسدِّدِين ومشايخ مُشْ مسدِّدِين. واليوم، أقترح على حكومتنا اعتماد “أوسمة” للمشايخ “المسدِّدِين”: وسام لتسديد الكهرباء، ووسام لتسديد الماء، ووسام لتسديد التلفون الأرضي، ووسام لتسديد الموبايل، ووسام لتسديد الانترنت. ومن يسدد الضرائب، يحصل على الكأس، كأس التسديد، مع لقب “شيخ مشايخ اليمن”!
في هذه الحالة فقط، ربما سيسدِّد الشيخ الشايف فاتورة الكهرباء مع الضرائب..
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى